نظم قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب في يوم الاثنين الثالث من شهر ربيع الأول ملتقى علميًا بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية.
الملتقى الذي أقيم بالشراكة مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية أتى تحت عنوان (اللغة العربية والعلوم)، وهو الموضوع الذي اعتمده المركز منطلقا للاحتفال باللغة العربية هذا العام.
والذي يهدف الى تعزيز الهوية الاسلامية والعربية والحفاظ على لغة القران الكريم وايضاً الى ربط الدراسات المعاصرة بالتراث اللغوي والادبي العربي القديم.
ويأتي هذا الملتقى في إطار إسهامات جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن ممثلة في قسم اللغة العربية في إغناء الاحتفال العالمي باللغة العربية الذي يوافق يوم الثامن عشر من ديسمبر كل عام بدراسات علمية رصينة تسهم في تمكين اللغة العربية، والارتقاء بلسان الناطقين بها.
وتضمن الملتقى ثلاث جلسات علمية ألقى فيها نخبة من الباحثين، والباحثات أوراقا تتصل بعلاقة اللغة العربية بالعلوم المختلفة.
وافتتح الملتقى ببرنامج خطابي بدأ بآيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة لسعادة عميدة كلية الآداب الدكتورة منى الدخيِّل، وكلمة لرئيسة قسم اللغة العربية وآدابها د. هيفاء الحمدان.
وناقشت الجلسة الأولى محور اللغة العربية في ضوء العلوم، حيث طُرحت فيها ورقتان، قدمت الورقة الأولى الأستاذة الدكتورة فاطمة الوهيبي، المعنونة بـ (دليل للمتاهة: الجهد العلمي للخليل بن أحمد في علم العروض) على الجهد العلمي الذي انتهى بالخليل بن أحمد إلى وضع علم العروض، أما الورقة الثانية فقدمها بالاشتراك كل من الأستاذ الدكتور محمد السيدي، والدكتورة عايدة البصلة وتناولت الورقة (البناء المنطقي لصرف العربية).
وقُدمت في الجلسة الثانية التي حملت عنوان (اللغة العربية بين جهود الترجمة، وفضاء المصطلح ) ثلاث ورقات.
حيث قدمت الدكتورة رولا صلاحية ورقتها التي تقف عند أثر العلماء العرب في مجالات الترجمة والتعريب، ثم ناقشت الدكتورة زكية السائح في ورقتها مناهج وضع المصطلح اللساني العربي واضطراب الجهاز الاصطلاحي، أما الورقة الأخيرة في هذه الجلسة فقدمتها الدكتورة خولة الموسى، وتناولت علاقة المصطلح الأدبي بالعلمي من خلال نظرة على بعض المصطلحات الأدبية الجديدة.
وتناولت الجلسة الثالثة والأخيرة من الملتقى النص الأدبي بوصفه منطلقا للدراسات البينية، وقُدمت في هذا الإطار أربع ورقات عمل، قدمت الورقة الأولى منها الدكتورة هيفاء الحمدان تحت عنوان (نص رفيف زيادة (ظلال الغضب): الكناية الكبرى في ظلال النص).
ثم قدمت الدكتورة ابتسام القاضي ورقة بعنوان: الشعر العربي ودوره في توثيق المواقع الجغرافية في شبه الجزيرة العربية (منطقة القصيم أنموذجاً).
أما الورقة الثالثة في هذه الجلسة فأتت تحت عنوان: (الدكتور محمد المخزنجي: خمسة وجوه للإبداع الأدبي)، وقدمتها الدكتورة داليا سعودي.
وقُدمت الورقة الرابعة في هذه الجلسة بالاشتراك بين الدكتورة مريم الجابر، والدكتورة وفاء الخريجي، وتناولت الورقة موضوع: القصيدة الأندلسية منطلقًا لجغرافية المكان: حنينيات ابن زيدون أنموذج.
وأدارت جلسات الملتقى الدكتورة سهام العبودي، وتخلل الجلسات مداخلات، ونقاشات بين الجمهور والمتحدثين، ثم ختمت الجلسات بتقديم توصيات تثري الدراسات المتعلقة باللغة العربية من خلال وصلها بالعلوم المختلفة وكانت التوصيات كالتالي:
1ـ الحاجة إلى شراكات بحثية بين أقسام اللغة العربية وأقسام الجغرافيا؛ للقيام بدراسات بحثية تهتم بالأدب الجغرافي عامة و الشعر خاصة، في العصر الجاهلي و بعد الإسلام.
2ـ أهمية إبراز أثر الأدباء والعلماء المسلمين في تطور الحضارة الإنسانية من خلال إحياء التراث الإسلامي العربي.
3ـ ضرورة دراسة الثروات اللغوية التي تزخر بها لغتنا من خلال دراسة مدلولات الأسماء الجغرافية وعلاقتها بالمظاهر الطبيعية.
4ـ تشكيل لجان علمية تقوم على إعداد أطالس تشمل جميع المواقع الجغرافية التي ذكرت في الشعر العربي الجاهلي يشترك في إعدادها لغويون مع الجغرافيين.
5ـ إعادة النظر في دراسة الشعر الأندلسي متقاطعا مع غيره من العلوم، لاكتشاف ذخائر غائبة عن التراث الأندلسي تنتظر من يجلوها.
6ـ إنشاء معجم صرفي لتوحيد المصطلحات الصرفية.
7ـ بناء نظرية صرفية جديدة قائمة على الربط بين القديم والحديث، للتفريق بين المباحث الصرفية والصوتية.
8ـ ضرورة ضم كثير من مباحث الاشتقاق والتصريف إلى المعجم.
9ـ إعادة النظر في كثير من قضايا الإعلال والقلب وفق النظريات الصوتية الحديثة، لحل الكثير من مشاكل الدرس الصرفي، والخلاف فيه.
10ـ تتبع التغيير في بنية الكلمة لدى القدماء، وتحديد نوعه، سواء أ كان صرفيا، أم صوتيا، أم معجميا.
11ـ الحاجة إلى النظر في تفسير المصطلحات المترجمة بما يتناسب مع واقع اللغة المترجم إليها.
12ـ توحيد المصطلحات الأدبية من خلال المجامع اللغوية، وذلك بإصدار معاجم رسمية متفق عليها، لدفع الخلط والإشكال.
13ـ التركيز على جهود الخليل بن أحمد العلمية التي استفادت من علم الأصوات والرياضيات والمنطق والموسيقى وعلم التعمية للإفادة من عقلية الخليل وآليات عملها في الدراسات المقارنة، وبخاصة في الجزء المتعلق بالشعر والعروض.