اُختتمت اليوم الأربعاء 21 جمادى الآخرة 1442هـ الموافق 3 فبراير 2021م، فعاليات الملتقى العلمي: " المعلم وديناميكية التطور المهني" الذي نظمته جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن ممثلة بقسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية.
وأوضحت سعادة عميدة كلية التربية الأستاذ الدكتور حصة الشايـع: أن الملتقى مـن الفعاليات التربوية الهامة التي تعقدها الكلية ممثلة في قسم المناهج وطرق التدريس، وقد استمد أهميته من الموضوع الرئيس؛ وهو المعلم وديناميكية التطور المهني، وقد ناقش الملتقى عدة محاور؛ يمكن اعتبارها محطات يمر بها المعلم؛ ابتداء من إعداده في كليات التربية والتأكيد على أهمية الخبرات الميدانية فـي برامج إعداد المعلمين ومدى تأثيرها على رفع مستواهم المهني، ومروراً بمحور الرخصة المهنية للمعلم، وتوضيح أهم المعايير اللازم توافرها في المعلم بالمملكة العربية السعودية للحصول على الترخيص المهني، ثم محور المعلم الرقمي وبيان أهمية تمكن المعلمين من مهارات التدريس في الفصول الافتراضية؛ كون التدريس الرقمي أصبح ضرورة ملحة في ضوء مستجدات العصر والظروف البيئية والصحية التي يمر بها عالم اليوم، ووصولًا إلى محور دمج القيم في التدريس والتأكيد على أهميته، والإشارة إلى تجارب ناجحة لدول حققت مراتب متقدمة في مؤشرات جودة التعليم جراء اهتمامها بالقيم.
وبينت رئيسة قسم المناهج وطرق التدريس، الدكتورة انتصار المقرن، بأن الملتقى الذي استمر على مدار يومين، والمقام عن بعد- بسبب الظروف الصحية الراهنة- استضاف نخبة من القادة التربويين، لذا فقد لاقى تفاعلًا كبيرًا من المهتمين بالمجال التربوي، وكذلك المختصين في كليات التربية بجامعات المملكة العربية السعودية، والمعلمين والمعلمات، إذ وصل عدد الحضور في الملتقى أكثر من (٢٣٠) شخصا، كما شهدت الورش التدريبية المصاحبة للملتقى -التي قدمها نخبة من أعضاء هيئة التدريس المختصات والمتميزات في المجال- إقبالا من الحضور فقد بلغ عدد المسجلين فيها أكثر من (٣٠٠ ) شخص.
ومن جانبها ذكرت رئيسة لجان الملتقى، الدكتورة هند الثنيان، بأن ملتقى المعلم وديناميكية التطور المهني احتفائية علمية ألتقى فيها الباحثون التربويون بالمعلم وقدموا إثراءً فكريًا وتطويرًا، كلنا فخر بهذا التفاعل الحيوي بين ميادين التربية حيث الهدف واحد هو النهوض بالتعليم في وطننا الغالي.
وقد قدم في الملتقى خمس أوراق عمل، هي: "تصور مقترح لرفع مستوى أداء برنامج إعداد المعلمين في الخبرة الميدانية في المملكة العربية السعودية"، قدمها الدكتور فياض العنزي، وكيل عمادة الجودة والاعتماد الأكاديمي بجامعة الجوف وأستاذ مناهج وطرق تدريس العلوم المشارك، وتهدف هذه الورقة إلى استعراض تجارب الدول الغربية في إعداد المعلم، لتسليط الضوء على الاتجاهات الحديثة في ضوء التجارب العالمية المؤثرة على برامج إعداد المعلم في كليات التربية، وذلك بهدف الاستفادة من التجارب الدولية في تطوير برامج إعداد المعلم في المملكة العربية السعودية وبيان أوجه القصور. وعرضت الورقة تنفيذ التربية الميدانية وطبيعة التدريب الميداني في دول المراجعة (فنلندا-استراليا – الولايات المتحدة الأمريكية- المملكة المتحدة)، كما عرضت نظرية التمهين الإدراكي لبروان وكولينز ودجويد. وخلصت إلى ضرورة تبنى فلسفة التدريب الميداني في كليات التربية من خلال ربط الطالب المعلم لمعرفته النظرية بالممارسة العملية، وذلك ليطور خبرة واسعة في البيئة التعليمية والذي يمكن تحقيقه بالاستناد إلى نظرية التمهين الإدراكي.
ومن جانبها قدمت الدكتورة نوال الربيعان، أستاذ مناهج وطرق تدريس العلوم المشارك بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن؛ ورقة عمل بعنوان: "الخبرات الميدانية في برامج إعداد المعلم: نحو أطر وممارسات عمل فاعلة"، وتعالج الورقة الخبرات الميدانيَّة بصفتها أحد العناصر الأساسيَّة في برامج إعداد المعلِّم؛ والتي تُمكِّن الطلاب المعلِّمين من رصد أفكارهم، والتأمل مليًّا فيها. وقد تم تحديد عوامل نجاحها في أربعة عناصر هي: (1) الشراكات (2) الهياكل التنظيميَّة (3) جودة ونوعيَّة الدعم (4) انخراط الطلاب المعلِّمين في أنشطة حقيقيَّة. كما تناولت عنصر الشراكة بين الجامعة والمدرسة، وناقشت الأُطر والممارسات الفاعلة للخبرات الميدانيَّة في برامج إعداد الطلاب المعلِّمين ونقلها إلى تلك الأنواع من ممارسة الشراكة الموصوفة في مجلس اعتماد إعداد المعلِّمين (CAEP)، وذلك في ضوء مراجعة الباحثة للأدبيات التي تناولت تجارب الجامعات العالميَّة في هذا المجال خلال العقد الماضي. وأكدت الورقة على الحاجة إلى التعمق في البحوث والدراسات النوعية والزيارات الميدانية للوقوف على النماذج والتجارب العالمية الناجحة في برامج الخبرات الميدانية للطلاب المعلمين والإفادة منها في برامج إعداد المعلمين في المملكة العربية السعودية والوطن العربي عموما.
في حين استعرضت الأستاذ الدكتور ابتسام عافشي، أستاذ مناهج وطرق تدريس اللغة العربية بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، ورقة عمل بعنوان: "مهارات التدريس في الفصول الافتراضية"، وتهدف إلى دراسة وتحليل مهارات التدريس في الفصول الافتراضية، وذلك باتباع المنهج الوصفي (التحليلي) باعتبار التدريس الرقمي ضرورة ملحة في ضوء مستجدات العصر والظروف البيئية والصحية التي يمر بها عالم اليوم. حُللت عدد من الأدبيات والدراسات التي تناولت الموضوع لعرض مفهوم التدريس الرقمي، مزايا التدريس الرقمي، أدوات التدريس الرقمي، كفايات المعلم في التدريس الرقمي، مفهوم الفصول الافتراضية، أهداف الفصول الافتراضية، خصائص الفصول الافتراضية ومزاياها، مهارات التدريس في الفصول الافتراضية: التخطيط، استخدام أدوات التدريس الرقمي، تطبيق استراتيجيات التدريس الرقمي، التقويم الرقمي. تلى ذلك عرض بعض الدراسات التي تناولت الموضوع و تقديم رؤية مقترحة لتطوير مهارات التدريس الرقمي.
واستعرضت الدكتورة منيرة الرشيد، أستاذ مناهج وطرق تدريس العلوم المشارك بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، ورقة عمل: "دمج القيم في عملية التدريس"، قدمت فيها إطارا عاما وعرضا مجملا لمنهجية القيم ودمجها في عملية التدريس من حيث: التعريف بالقيم وأبعادها، مبررات تدريسها، الإشارة إلى تجارب دولية ناجحة تمكنت من تحقيق مراتب متقدمة في مؤشرات جودة التعليم جراء اهتمامها بالقيم، عرض الأسس التي يستند إليها تدريس القيم، استخلاص ملامح المنهج العلمي والمراحل الأساسية لتدريسها في المناهج التعليمية. كما استعرضت الورقة طرق وأساليب واستراتيجيات تدريس القيم من خلال العملية التعليمية.
أما الورقة العلمية الأخير فكانت بعنوان: "دور الترخيص المهني في تطوير الأداء التدريسي للمعلم في ضوء أبرز التجارب العالمية"، قدمتها الدكتورة الهنوف الشمري، أستاذ المناهج وطرق التدريس المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهدفت الدراسة إلى التعرف على دور الترخيص المهني في تطوير الأداء التدريسي للمعلم في المملكة العربية السعودية في ضوء أبرز التجارب العالمية، وذلك من خلال التعرف على أهمية الرخصة المهنية للمعلم، وأهم المعايير اللازم توافرها في المعلم بالمملكة العربية السعودية للحصول على الترخيص المهني، و قد اعتمدت منهجية الدراسة على مراجعة الأدبيات البحثية في عدد من الدراسات السابقة التي تناولت مفهوم الرخصة المهنية للمعلم، والمعايير والممارسات المهنية للمعلمين في المملكة العربية السعودية التي يجب توافرها في المعلم للحصول على الرخصة المهنية، واستعراض أبرز التجارب العالمية في تحقيق الترخيص المهني للمعلمين .
وفي ضوء ما ورد في البحوث وأوراق العمل من توصيات ومقترحات، خرجت لجنة توصيات ملتقى المعلم وديناميكية التطور المهني بمجموعة من التوصيات، من أبرزها: التطوير المستمر لمقررات إعداد المعلم في كليات التربية، والتأكد من استيفائها لمتطلبات العصر الرقمي، وضرورة تنمية مهارات المعلمين الرقمية من خلال التنمية المهنية الإلكترونية، وتقديم الحوافز الكافية، وتطوير برامج كليات التربية في الجامعات السعودية لتصبح متوافقة مع شروط ومتطلبات الرخصة المهنية للمعلم في المملكة العربية السعودية، وتوفير الدورات التدريبية المتقدمة والمتخصصة تحت إشراف وزارة التعليم، والتي تساعد المعلم على تطوير مستواه المهني والأدائي بشكل عام، والاستفادة من التجارب الدولية في الخبرات الميدانية لرفع مستوى أداء برامج إعداد المعلم في المملكة العربية السعودية، وتبني فلسفة التدريب الميداني في كليات التربية من خلال ربط الطالب المعلم لمعرفته النظرية بالممارسة العملية، وضبط مدخلات برامج اعداد المعلم، وتعزيز الاستدامة والمشاركة فيها، وتحسين نقاط تقييم أداء أعضاء هيئة التدريس والمعلمين المتعاونين الميدانيين، وإيجاد نظام للتمويل والحوافز والمزايا للأطراف المشاركة فيها، كما أوصت اللجنة بتأسيس مراكز للقيم في الجامعات يسند إليه توعية أعضاء وعضوات هيئة التدريس بأدوارهم القيمية، ويشرف على تنفيذ الأنشطة التي تسهم في البناء القيمي للطلبة، ويجرى الدراسات والبحوث حول القيم، وبناء وتقديم منظومة قيمية شاملة تتفق مع ثوابت المجتمع وثقافته يمكن الاعتماد عليها في المؤسسات التعليمية لتكون مادة أساسية في إعداد رؤية ورسالة هذه المؤسسات.