اليوم، وبلادنا تفتح الصفحة 89 من تاريخ توحيدها على السلام والتنمية والعطاء وروح المواطنة في كل شبر من أراضيها، بعد أن قادها المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، وأبناؤه من بعده، لتزهو بالفخر، وتسمو بالعزة ، وتستنير بطموحات المستقبل، نجد أنفسنا اليوم في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، من طالبات ومنسوبات ومنسوبي هذا الصرح التعليمي، أمام احتفالية وطن، نشارك ونهنئ ونعد بالعمل والأمل من أجل وطننا الغالي .
ليست المعاني في مثل هذا اليوم إلا قصيدة يكتب أبياتها كل سعودي، أن الوطن هو الإنجاز، والإيثار، والمسؤولية في كل مهمة كانت .
سمت بلادنا برؤية استشرافية للغد ، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لترتقي الرؤية بسقف الطموحات، والتطلعات، وتمنح الفرصة لصناع التحدي في أن يظهر السعوديون والسعوديات قدراتهم أمام شعوب العالم، وأن حلما يصنع في كل منطقة ومدينة وقرية .. وبأن الوعد 2030 .
عاش الوطن تحديات كبيرة استطاع بحكمة قادته، وهمة مواطنيه، أن يشكل نموذجا بين الشعوب في التناغم الوطني، وبناء الاستراتيجيات التنموية، وقيادة التغيير بمسؤولية عالية ، والعمل بحس مؤسساتي، ومنهجية إدارية شفافة ، لتغدو كل الأيام في السعودية، أياما وطنية مع كل قرار جديد في مسيرة التنمية نحو السعودية الجديدة .
وفي مسيرة التعليم ، وخاصة تعليم المرأة، أستطيع القول، على سبيل المثال، أن تخريج أكثر من 45000 طالبة منذ أول دفعة من العام 1432هـ، من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، لهو مثال حي لما وصلت له رحلة تعليم المرأة من نجاح كبير ساهم في تعزيز حضور المرأة في مجالات متنوعة ومتعددة لخدمة بناء الوطن مجتمعياً واقتصادياً على المستويين المحلي والدولي، ساعدها في ذلك إرادة حكومية كبيرة في "تمكين المرأة" ودفعها للصفوف الأولى مسلحة بالعلم والمعرفة والثقة في النفس .
دوما كانت المرأة السعودية محط اهتمام الحكومة الرشيدة التي استطاعت بعزم وحزم و حكمة وحنكة، أن تمهد لها الطريق ، لتتسنم اليوم المسؤولية في قطاعات شتى تعليمية واقتصادية ورياضية ودبلوماسية وصحية وثقافية واجتماعية، وهو ماساهم في رفع تنافسية بلادنا على أكثر من مؤشر دولي إضافة لما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي في العالم، جعلها دوماً بوصلة الحوار والاهتمام، وركناً أساسيا في المشهد العالمي .
علينا أن نتذكر دوماً أن يوم الوطن الغالي 89، هو أيضا فرصة ثمينة في حساب عداد الإنجاز والإعجاز، ودرس للأجيال في الحفاظ على المكتسبات الوطنية، وأن عليهم تحقيق المنجز/ المعجز، في ظل دعم لامحدود من قادة بلادنا، وأن ندرك بأن الوطن : ممارسة مسؤولة في كل يومياتنا ومواقفنا وقراراتنا ، وأن الوطن فوق كل الإعتبارات والمصالح والقضايا الشخصية .
همة عالية، وشعب يفخر بوطنه، ووطن يفاخر بشعبه، وقيادة يعاهدها المواطن والمسؤول بالحب والولاء والدعاء، أن تظل راية بلادنا خفاقة في كل المحافل، وأن يبقى العلم السعودي خفاقاً ، دمت للمجد والعلياء ياوطني.