أقام مركز الأبحاث الواعدة في البحوث الاجتماعية ودراسات المرأة حلقة نقاش تحت عنوان " دور المرأة السعودية في التعامل مع الأزمات المجتمعية "، وذلك في يوم الأربعاء بتاريخ 23/ 2/ 1438هـ الموافق 23/ 11/ 2016م، وافتتح النقاش بإدارة الأستاذة الدكتورة/ سارة بنت صالح الخمشي، بحضور عدد من الأعضاء المتميزين من الجهة التعليمية والإدارية، وبدء بطرح ومناقشة دور المرأة في مواجهة الأزمات المجتمعية، وقد تناول المشاركون المحور الأول والذي تضمن دور المرأة في الاستهلاك داخل الأسرة في ضوء التغيرات الاقتصادية، حيث ركز على دور المرأة في تنمية الوعي الاستهلاكي بصفة عامة ودورها مع أسرتها بصفة خاصة، سواء كانت عاملة أو غير عاملة حيث حدد أهم العوامل المؤثرة في الوعي الاستهلاكي في المجتمع السعودي، التي تمثلت في عنصر عام وهو تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على رفع مستوى الاستهلاك ودورها في التسويق والدعاية كما أن التسوق يعتبره البعض عاملاً مؤثر حيث يمارسه البعض كنوع من أنواع الترفيه وذلك لوجود قصور في الأماكن الترفيهية وافتقاد عنصر الجذب في الأماكن السياحية كذلك وجود القيم والعادات التي تشجع على زيادة الاستهلاك وتربطه بالكرم في المجتمع السعودي، كما أن سهولة التسوق سواء الالكتروني والتقليدي وتوفر السلع بالأنماط المختلفة بالإضافة إلى وجود وقت الفراغ الذي يدفع البعض للتسوق كنوع من إشغال ذلك الوقت بالإضافة إلى التقليد والمحاكاة للآخرين التي تؤدي إلى السلوك التفاخري وكما أن افتقاد تحديد الأولويات لدى بعض الأسر وغياب ثقافة الادخار في المجتمع السعودي من مبدأ (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب)، ووجود بعض المواسم كالإجازات وشهر رمضان وغيرها التي اعتاد فيها المجتمع على نمط استهلاكي معين.
وقد خرج المشاركون بتوصيات خاصة للرفع بالوعي الاستهلاكي للأسرة السعودية تمثلت في تعديل نمط السلوك الاستهلاكي وإعادة ترتيب الأولويات والتخطيط المالي وذلك لتحقيق ثقافة الادخار وفقاً لرؤية (2030) للمملكة العربية السعودية والتي تهدف إلى رفع نسبة مدخرات الأسر من إجمالي دخلها من (6%) إلى (10%).
وتغيير نمط الاستهلاك وخاصة المرتبط بوقت الفراغ واعتبار التسوق نمط من الترفيه وخاصة لدى الشباب وذلك عن طريق الاستفادة من الامكانيات المتاحة كالمدارس الحكومية والخاصة في الفترة المسائية لتكون نوادي ثقافية اجتماعية ترفيهية داخل الأحياء وبرسوم رمزية وجذب المتطوعين والمتطوعات للعمل بها، كذلك إنتاج أفلام قصيرة توعوية من قبل طلبة وطالبات الجامعات والأشراف عليها من قبل أعضاء هيئة التدريس تهدف إلى رفع الوعي الاستهلاكي لأفراد المجتمع السعودي وتنمية ثقافة الادخار وذلك تجنباً للوقوع في الأزمات المالية والمشكلات الاقتصادية، أيضا تضمين المناهج الدراسية اكتساب مهارات وخاصة في المرحلة الثانوية عن طريق التدريب على بعض الأعمال المهنية والاسعافات الأولية بحيث يستطيع الفرد أن يخدم اسرته ويقلل من الاعتماد على العمالة الوافدة وبالتالي يقلل الدفع المادي مقابل للخدمات التي يحتاجها وتحتاجها أسرته، كذلك عمل برامج تدريبية لرفع الوعي الاستهلاكي عن طريق عمل حقيبة تدريبية على غرار حقيبة الحوار الوطني يتم التدريب عليها من قبل أفراد المجتمع ويكون تعميمها على المؤسسات التعليمية لكافة مناطق المملكة، إضافة إلى عمل حلقات حوارية في مركز دعم الطلبة والطالبات في الجامعات بحيث تكون اهم الموضوعات حول تنمية المواطنة ونبذ التعصب ورفع الوعي الاستهلاكي وأن يكون من ضمن السجل المهاري للطلبة.
كما تناول المشاركون المحور الثاني وهو دور المرأة في تنمية المواطنة في ضوء المتغيرات المجتمعية وحدده المشاركون في الاستفادة من اليوم الوطني لتقديم خدمات وطنية عبر الجهود التطوعية للشباب من الجنسيين وبمشاركة جميع أفراد الأسرة وأن لا تقتصر فعاليات اليوم الوطني عل الاحتفالات وتفعيل دور المرأة ومساهمتها عن طريق دورها بالأسرة أو من خلال العمل أو شبكات التواصل الاجتماعي بالدفاع عن أي حملات ضد الوطن أو المشاركات المسيئة له، كذلك يتحتم على المرأة تبصير أفراد أسرتها والمحيطين حولها بأهمية الولاء والانتماء الوطني وتعزيز الوطنية ونبذ التعصب القبلي والطائفي والمناطقي بكافة أشكاله.