لنشر الوعي بحقوق الطفل وتسليط الضوء على احتياجات الطفولة ودور صناع القرار والباحثين والممارسين في تلبيتها قدم منتدى "الطفولة والإعلام المعاصر" في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن اليوم الخميس، تحت رعاية معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى ضمن فعالياته الرئيسية نحو 45 ورشة تدريبية تُعنى بالإعلام ودوره في التأثير على الطفولة والفرص المتاحة وكيفية استثمارها لصالح الطفل، ومن منطلق هذه الأهمية الكبرى سعت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن لخلق أفضل المنصات التي من شأنها الارتقاء بالإنسان والاستثمار فيه إذ أنه الأساس الذي تشيد به الحضارات، ومن أجل ذلك استقطبت متخصصين في مجال الطفولة والإعلام محليًا وعالميًا لتقديم الورش التدريبة في المنتدى.
الجدير بالذكر أن الورش تنوعت من حيث شموليتها لكافة النواحي المتخصصة بالإعلام الموجه للطفل تربويًا وممهاريًا ومهنيًا وأمنيًا، كذلك الدراسات والبحوث الإعلامية، وقدمت هذه الورش لمدة ثلاثة أيام في مقر إقامة المنتدى بمركز المؤتمرات في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وكان من أبرزها ورشة "تأثير الأفلام الكرتونية المقدمة ببعض القنوات التلفزيونية على القيم لدى الأطفال والتي كانت من تقديم الدكتور رماز حمدي وفيها عرف على الآثار والمخاطر المترتبة على مشاهدة الأطفال لبعض الأفلام الكرتونية وتأثيرها في تنمية القيم كما نوه حمدي إلى دور الأسرة في تقييم استخدام التلفاز.
بينما قدمت الدكتور غادة الموسى "عادات العقل شخصيات كرتونية" تحدثت فيها عن كيفية الاستفادة من الرسوم المتحركة في تعليم الأطفال وعادات العقل للتمكن منها واكتشاف معانيها والقدرة على تطبيقها في حياتهم اليومية، وجاءت ورشة " Happiness in the Dioital Age: what does the science teach us " من الدكتورة لميس السليم تحدثت فيها عن كيفية أن تكون وسائل الاعلام الاجتماعية أداة لبث السعادة في حياتنا، وحياة من حولنا من خلال بعض الخصائص منها: الأصالة، اليقظة، الفكاهة، والتواصل الاجتماعي.
وعن ورشة " What Makes a Good Ann for your Preschooler and why" التي قدمتها الدكتورة سارة آل سعود حول كيفية التعامل مع العدد الكبير من التطبيقات في متاجر البرامج وعمق المحتوى الفعلي وتقديم الممارسة الرئيسية حول كيفية التقييم الفعال للمعلومات وسهولة استخدامها.
وفي الجانب الأمني والوقائي تحدثت ورشة الدكتورة مها الكلاب "طفلي بين الفن والإعلام" عن التأثير الأمني الناتج من بعض البرامج الداعية للعنف والجريمة، وفيها سلطت الضوء على التربية الوقائية للأطفال في ظل هذه الآثار المشهودة، وفي ذات السياق أتت ورشة "المبادئ المهنية اللازمة للمعالجة قضايا الطفولة في الإعلام السعودي" قدمتها الدكتورة ناهد باشطح للتعرف على إيجابيات وسلبيات الإعلام الجديد في مخاوفه وتبعاته، والعادات الحسنة لاستخدام وسائل التواصل والألعاب الإلكترونية.
وعن تطوير مهارات الطفل عبر الإعلام كانت ورشة "نافذة على عالم كتب الأطفال المعاصر" للدكتورة أروى الخميس ذكرت فيها رصد لبدايات الأدب ومراحل تطوره في سبيل استيعاب التوجه الجديد والعالمي في أدب الأطفال بشكل عام والعربي والسعودي بشكل خاص كعنصر مهم من عناصر الإعلام الحديث لما له من دور فعال في إثراء حياة وشخصية الطفل كما تطرقت إلى مفاهيمه ولغته وتذوقه وتنمية مفهومه للحياة.
تحت عنوان "التربية الإعلامية في عصر المنصات الجديد" قدمت الدكتورة وفاء الطجل أساليب بناء الوعي الإعلامي لدى الطفل ودعم استراتيجيات التنشئة التي تكفل بناء الوعي الذاتي ومراقبة النفس واختيار الأصلح لإيجاد التوازن النفسي المنشود في شخصية الطفل.
وذكرت الدكتورة هويدا الدر الأساليب العلمية التي يمكن من خلالها التطبيق العملي لأساسيات التربية الإعلامية للطفل للحد من المخاطر السلبية لوسائل الإعلام وذلك من خلال ورشة "أساليب تفعيل التربية الإعلامية للطفل"، كما تحدثت الدكتورة نورة العبيد عن ذات المفهوم بالإضافة إلى التدابير التي يمكن اتخاذها من القائمين على تربية الطفل إلى تعامل آمن مع تقنية المعلومات في ورشتها التي قدمتها في المنتدى.
فيما خصصت أ. فاطمة الحسين ورشتها عن" التأثير السلبي للإعلام على الطفل بالقراءة" و أشارت إلى العوائد الإيجابية من قراءة الأدب الراقي مع الطفل، وتنمية القدرة على التفكير الناقد لديه و الذي يتيح له فلترة ما يصل إليه من رسائل.
أما بالنسبة إلى الخصائص العمرية لدى الأطفال وارتباطها بالتعليم فذكرتها الدكتورة سارة العبدالكريم من خلال ورشة "الذكاءات المتعددة والتعليم" حيث عرّفت أنواع الذكاءات المتعددة والفروق بين الجنسين لدى الأطفال في سن 5-6 سنوات، وآلية تطوير عملية التعليم والتعلم لتشمل جميع مهارات المتعلم لتحقيق التنمية الشاملة المتكاملة للفرد الذي نصت عليه وثيقة سياسة التعليم بالمملكة العربية السعودية.
وعن "أثر الإعلام المعاصر على النمو العقلي للطفل وأدوار الوالدين في مواجهة أثاره السلبية" قدمت أ. نادية السيف و د. زينب بهنساوي ورشة عمل لكيفية استخدام وسائل الإعلام حسب الشريحة العمرية لكل طفل ومايناسب كل سن وما آثارها على النمو العقلي للطفل.
في حين قدمت الدكتورة هند الخليفة ورشة "إعلام صديق للطفولة" وفيها زودت المتدربات بالمهارات اللازمة لإعداد الأخبار والتقارير حول قضايا الطفولة، كما ركزت على المحتوى الإعلامي المتعلق بقضايا الطفولة، ووضعت معهن تصور للاستراتيجية الإعلامية لمعالجة قضايا الطفولة وفيه نوهت الخليفة إلى سبل ووسائل وقاية الأطفال من الإعلام الهدام، إضافة إلى توعية الأسرة بتأثير الرسوم المتحركة والبرامج على الأطفال من حيث القيم والسلوكيات والأفكار وكيفية التعامل مع بعض المواد الإعلامية.
جاءت هذه المبادرات ضمن استراتيجة الجامعة الرامية إلى رفع مستوى الوعي الإعلامي الاجتماعي الذي يشارك في تحقيق أعلى المستويات التربوية والعلمية التي تتطلع لها بلادنا كما قالها خادم الحرمين الشريفين بعبارة تتوج رؤية 2030 "هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجًا ناجحًا ورائدًا في العالم على كافة الأصعدة وسأعمل معكم على تحقيق ذلك".