تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، وبتشريف صاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت سلطان بن عبدالعزيز كرمت جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن اليوم الأربعاء 2 شعبان 1439هـ الفائزات بجائزة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للتميز النسائي في دورتها الأولى، وبحضور عدد من صاحبات السمو الملكي و الأميرات، وعدد من الشخصيات النسائية السعودية والعربية البارزة.
وهي أول جائزة في المملكة العربية السعودية خاصة بالتميز النسائي، أطلقتها الجامعة باسم الأميرة نورة بنت عبد الرحمن –شقيقة الملك عبدالعزيز-رحمهما الله-، تقديراً لمكانتها وتميزها واعترافاً بدورها في ريادة تعليم البنات، هادفة إلى التعريف بإنجازات المرأة السعودية وتسليط الضوء عليها و تقدير المتميزات والمبدعات، بالإضافة إلى تحفيز الأجيال الجديدة من النساء على الإسهام الجاد في التنمية الشاملة ودعم العمل النسائي المميز في صورتيه النظرية والعملية.
افتتح الحفل بآيات من الذكر الحكيم ثم تلاها كلمة معالي مديرة الجامعة، ورئيسة لجنة الجائزة، الدكتورة هدى بنت محمد العميل، أعربت فيها عن جزيل الشكر وبالغ التقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، الذي شرف جائزة الأميرة نورة بكريم رعايته لحفلها السنوي لتسليم الجوائز في دورتها الأولى، وذلك حرصا منه -حفظه الله-، على دعم التميز والاحتفاء بالمبدعين، كما رحبت بصاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت سلطان بن عبدالعزيز، وبجميع الضيوف، مهنئة الفائزات المتميزات بعلمهن وعطائهن، ومهنئة الوطن بهن، فبأمثالهن ترتقي وتسمو الأوطان.
وأوضحت العميل خلال كلمتها بأن جائزة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للتميز النسائي، هي جائزة سنوية مخصصة لتقدير الإنجازات النسائية الإبداعية، تأتي في سياق التوجه الذي تتبناه دولتنا الرشيدة، التي جعلت من تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في التنمية الشاملة ركنا رئيسًا ترتكز عليه رؤية المملكة 2030، انطلاقًا من الإيمان بأن الأوطان تنهض بسواعد أبنائها وبناتها، وأن الاستثمار الأمثل في نهضة وتقدم ورفاهية الشعوب والمجتمعات هو الاستثمار في المواطنين والمواطنات معًا، مشيرة إلى أن الجامعة تفخر بأن كان لها شرف احتضان هذه الجائزة، الصادرة بموافقة كريمة من المقام السامي، والتي تعد أول جائزة في المملكة تخصص لتقدير النساء المبدعات والمنجزات في بلادنا، وأول جائزة تنفرد بالاحتفاء بالإنجازات المتميزة التي تقوم بها المرأة في المملكة في المجالين العلمي والعملي وتسليط الضوء عليها والتعريف بها في الداخل والخارج، آملة أن يكون لهذه الجائزة دور مؤثر، وأن تنجح في ضخ مزيد من الثقة والحماس لدى الجميع، داعية المبدعات في كل الميادين للمشاركة وتسجيل أسمائهن في سجل شرف التميز والإبداع وذلك من أجل رفعة الوطن، والارتقاء باسمه في عالم العلم والمعرفة.
ومن ثم عُرض فلمًا بعنوان (خطى نورة) يعرف بالجائزة تلاها أفلامًا تعريفية بالفائزات وأعمالهن، عقبها ألقت الأمينة العامة للجائزة الدكتورة عزيزة المانع كلمة رحبت فيها بالحاضرات الكريمات، و أوضحت بأن جامعة الأميرة نورة أنشأت هذه الجائزة التقديرية، لتُمنح إلى الإنجازات المتميزة لبنات الوطن من العالمات والعاملات، وتتكون من ثمانية أفرع: (الأدب، العلوم الإنسانية، العلوم الطبيعية، العلوم الصحية، الفنون، المشاريع الاجتماعية، المشاريع الاقتصادية، المشاريع الخيرية)، وفي هذا العام فازت بالجائزة في دورتها الأولى أربعة أفرع، وهي: (الفنون، العلوم، المشاريع الاقتصادية، والمشاريع الاجتماعية)، وحجبت أربعة أفرع، وهي: فرعان لم يتقدم لهما أحد (العلوم الإنسانية، والأعمال الخيرية)، وفرعان لم ترتقِ الأعمال المرشحة لهما إلى مستوى الجائزة (العلوم الصحية، والأدب)، منوهة على أن هذه النتيجة تشير إلى أن الإنتاج النسائي في بلادنا ما زال في حاجة إلى مزيد من التعزيز والتحفيز، لينطلق أسرع إلى مستويات أكبر من الجودة والتميز.
وأضافت المانع بأن الجامعة تطمح في الأعوام القادمة إلى أن يكون التنافس بين النساء أكبر على نيل الجائزة، وأن تكون جميع الأعمال المرشحة بجودة عالية ترقى إلى مستوى جائزة الأميرة نورة، مشيرة إلى أن الاحتفال بهذه النخبة المميزة من النساء دليل صادق على تقدير بلادنا لكل عقل مفكر ويد عاملة قدمت خيراً ينفع الوطن، أو يعود بالنفع على البشرية جمعاء.
وختمت أمينة الجائزة كلمتها بتقديم الفائزات وتسليم الجوائز لهن، وكان في مقدمتهن صاحبة السمو الأميرة فهدة بنت سعود، رئيسة مجلس إدارة مركز سليسلة لتطوير التراث السعودي الفائز بجائزة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للفنون (فرع مبادرات تطوير الحرف التراثية إلى فنون معاصرة)، وبهذه المناسبة ألقت كلمة ذكرت خلالها بأن سليسلة منذ نشأتها عام 2004م عملت على أن تصنع منتجاً محلياً عالي الجودة والكفاءة وأن يكون سعودياً بكل عناصره، وواجهت تحديات كثيرة وتقديرات من جهات استشارية متعددة بكل صمود ولم تيأس، ونجحت رغم المنافسة الخارجية التي قد تتفوق عليها في الجودة وقلة التكلفة، مشيرة إلى أن سليسلة أصبحت محط أنظار الكثير من المؤسسات الحرفية والصناعية الراغبة في عقد شراكات في مجال التدريب والتصنيع وشراء المنتجات، لقدرة سليسلة -بعون الله- في تحويل الحرف التقليدية إلى منتجات حديثة ومتطورة تناسب أذواق كل الأجيال وفي كل المناسبات.
وأضافت رئيسة مجلس إدارة المركز بأن سليسلة ركزت اهتمامها بالحرف النسائية خاصة، كالسعف والمطرزات التقليدية والسدو والنقوش التي تتميز بها بيئة مناطق المملكة المتعددة وغير ذلك من الحرف التي يتم الإعداد لها بقوة، مثل: صناعة المجوهرات والسبح في منظومة حرفية متطورة باستخدام المواد الأولية السعودية، مشيرة إلى أن شرف فوز سليسلة بالجائزة يجعلها أمام مسؤولية تتطلب منها مضاعفة الجهد لتكون على قدر هذا التكريم من مؤسسة علمية عملاقة، متقدمة بالشكر لمنسوبات جامعة الأميرة نورة، ولجنة الجائزة وعلى رأسهن معالي مديرة الجامعة وأعضاء اللجنة.
وبعدها تسلمت جائزة الأميرة نورة للعلوم فرع (تصنيع وتوظيف وتطبيقات التقنية المتناهية الصغر)، الدكتورة عواطف أحمد هندي، الحاصلة على درجة أستاذ دكتور في الفيزياء النظرية ( تقنية النانو) من جامعة الملك سعود، وقالت خلال كلمتها: بأنه في هذه الليلة نطرز بكل الفخر نسيج التميز في سماء العلم في بلادنا، هنيئا لنا بقادة غر ميامين ابتداء من عهد الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- لنشر العلم، وتتابع أبنائه البررة لتحقيق الحلم، وفي عهد العزم والحزم ومع رؤية2030 أصبحت التقنية الإلكترونية لنشر العلم واقعا محققاً، إضافة إلى الشراكات العالمية لتكوين قدرات معرفية قوية وتنمية مستدامة، مشيرة إلى أنها قدمت للجائزة حلاً مبتكراً لمعالجة المياه بتصنيع الأغشية الرقيقة المسامية النانوية لتدوير وتنقية المياه وعليه تحقق الحل لمشكلة نقص المياه في العالم.
وأضافت هندي بأنه تم إنجاز البحث في جامعة واسيدا في اليابان، مما يقارب 120 بحثاً قمت بها ونُشرت في مجلات علمية عالمية محكمة، وحوالي 14 براءة اختراع من مكتب البراءات السعودي والأمريكي والأوروبي، وحصلت على العديد من الجوائز المحلية والدولية، وقدمت عددًا من ورش العمل لتدريب بناتنا على تقنية النانو في خدمة المجتمع، متقدمة بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على كل ما قدم ويقدم من إمكانات لتطوير ورعاية أبناء وبنات هذا الوطن، وبالشكر لجامعة الملك سعود على تمكينها من تلقي تدريب عالي على تقنية النانو في معظم أنحاء العالم، ولمعالي مديرة جامعة الأميرة نورة على دعم فكرة الجائزة وتطبيقها والسعي لمواكبة رؤية الوطن 2030، وللقائمين على الجائزة على ما بذلوه من جهد ووقت لتلقي الأعمال المقدمة من المتنافسين ومنح الجائزة لمستحقيها وفق معايير عالية الجودة.
في حين تقدمت نائبة رئيس مجلس إدارة جمعية بنيان الخيرية النسائية للتنمية الأسرية الأستاذة تركيه الفارس لتستلم جائزة الأميرة نورة للأعمال الخيرية فرع (مشاريع ومبادرات وبرامج تمكين المرأة اقتصاديا وحقوقيا وتوعويا) وألقت كلمة شكرت فيها جامعة الأميرة نورة على هذه الجائزة التي سلطت الضوء على مشاريع الخير ودورها في بناء المجتمع، والتي تعتبر تأكيداً على ما توليه القيادة في بلادنا من اهتمام وعنايه بالحراك الخيري الذي يحقق أعلى مستويات التنمية والارتقاء بالمجتمع ويحقق رؤية 2030، مشيرة إلى أن الجمعية حازت الجائزة لبرامجها الثلاثة (ألوان، اليد العليا وطهاة بنيان) والتي تساهم بمجملها في تمكين المرأة من خلال دعمها بما ييسر لها الاستقرار والتنمية المستدامة، وتقوم على هدفين أساسيين هما: الإسكان والتنمية فقد وفرت خدمات السكن لـ5767 مستفيدة، فقد قامت الجمعية بإعداد وتنفيذ العديد من البرامج التوعوية والتثقيفية بالإضافة للبرامج التدريبية والحرفية وبلغ عدد المستفيدات من هذه البرامج 7174 مستفيدة.
واختتمت التكريم الفائزة بجائزة الأميرة نورة للمشاريع الاقتصادية (فرع مشاريع الإنتاج والتصنيع) صاحبة متجر (وردات) الأستاذة نورة الحارثي بكلمتها: "أن كل إنسان في هذه الدنيا بيده اختيار ما يتذكره الناس به، وأنا اخترت الورد وسقيته وفريقي بالطموح والمثابرة والإصرار حتى أزهر لنا دهشةً وإبداعاً وعمّ عبقه الدنيا، وصنعنا من ورد الطائف قصة جميلة لا تُنسى، وأثبتنا أنه يستحق، رفعنا المعايير، مكنّا المنتجين، وأشعلنا جذوة التنافس المثمر بين كل العاملين في القطاع، فاستطعنا تحسين الصناعة".
الجدير بالذكر أن الفائزات حصلن على جائزة مالية قيمتها مائة ألف ريال ودرع الأميرة نورة، و شهادة تقدير، وملخصا للعمل الذي أهلهن للفوز.
تأتي هذه الجائزة انطلاقاً من رؤية ورسالة الجامعة في أن تكون منارة المرأة للمعرفة والقيم، شاملة ومتميزة بريادتها وأبحاثها، تسهم في بناء الاقتصاد المعرفي، ليبلغ صدى تميز إنجازات المرأة السعودية كل أنحاء العالم.