الحمد لله حمد الشاكرين أن يسر لنا إنشاء هذه الجمعية المباركة (الجمعية العلمية السعودية للدراسات الإسلامية) نصرةً لديننا، وإعزازاً لمنهج دولتنا، وتكاتفاً في مسيرة هذه البلاد العظيمة بقيادة ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، ولنكون مع جامعتنا العريقة، جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن جنباً إلى جنب، لنترجم الأهداف السامية للرؤية الوطنية الطموحة، وشريكاً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

إن وجود مؤسسات تهتم بالشأن الفكري وقضاياه ومرتبطة بالقيم الإسلامية السمحة والثوابت الشرعية المعتبرة أمر هام في هذا الزمن المتأجج بالأفكار والتوجهات المتلاطمة، وإن المشاركة في هذه المؤسسات لتفعيل دورها أصبح ضرورة حتميةً خاصةً وإن بناء ونهوض واستمرار حضارات الأمم يعتمد أولاً وأخيراً على من يلتزم بمبادئه ويحترم مقدساته ويحافظ عليها. 

من هذا التوجه الشمولي انطلقت فكرة الجمعية العلمية السعودية للدراسات الإسلامية تحت مظلة جامعتنا المرموقة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وقد حظيت بموافقة رسمية من وزارة التعليم العالي عام ١٤٣٥/١٤٣٦هـ ،وبذا تكون أول جمعية علمية أكاديمية نسائية في بلادنا الحبيبة وتحت مسمى مختصر هو (الحسنى).

وللحسنى معانيها الإسلامية والعربية والتي ارتبطت بالتوحيد، والتقوى، والاعتدال، وجمال النفس وطمأنينة القلب وصفاء التوجه، كما ظهرت معانيها المؤثرة من قول الله تعالى "إن رحمة الله قريب من المحسنين" فالطريق الموصول لرحمة الله تعالى تنال بالإحسان، وأعلى مراتب العبادة ومنازلها تنال بالإحسان "وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" "وبشر المحسنين"، "للذين أحسنوا الحسنى وزيادة".

لقد حرصت الجمعية في خطتها الاستراتيجية التأسيسية إحداث نقلة نوعية في المجال العلمي والفكري وذلك بإبراز اتجاهات جديدة في المشاريع والمبادرات بتأسيس برامج أصيلة، وعقد شراكات استراتيجية مدروسة؛ وتبنّي المشاريع التي تخدم حصة المرأة؛ وتشبع الحاجات الشبابية؛ وتقدم الدراسات والاستشارات النوعية المتخصصة؛ والاهتمام بالأبحاث العلمية البينية؛ وأن تكون مشاريعها نوعية لها سبق وريادة ،وبناء عليه ستعمل الجمعية على سن مفهوم جديد للجمعيات حيث أننا في جمعية الحسنى تجاوزنا أن نكون مجرد جمعية علمية تابعة  لأقسام أكاديمية لنكون جمعية علمية وطنية ورافد مهم من روافد النهضة الثقافية العلمية للإثراء المعرفي والمسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة .

ما يميز جمعية الحسنى:

1- أنها تجمع أكثر من تخصص شرعي، منها (القرآن والحديث والسيرة والعقيدة والدعوة والفقه).

2-  تتميز الجمعية بكونها الجمعية الوحيدة التي تجمع هذه التخصصات ولن يكون لها مثيل، وذلك لأن القواعد المنظمة للجمعيات تنص على أنه لا يجوز تكرار الجمعية ذات التخصص الواحد في جامعات المملكة.

3- وما يميز جمعيتنا أنها خطت خطوة جريئة حين قررت أن يكون كل أعضاء مجلس الإدارة كادراً نسائياً، فبعد أن  كان حضور المرأة في هذه الجمعيات محصوراً في تنظيم اللقاءات والعمل من خلال اللجان، ثم تطور الوضع وشاركت المرأة في المجالس الإدارية بنسبة قليلة، قررت جمعية الحسنى أن يكون مجلس الإدارة نسائي 100% ؛ وبذا أصبحت أول جمعية علمية نسائية في مملكتنا الغالية.

وأخيراً إن نجاح أي جمعية بل وأي مؤسسة علمية وارتفاع مستواها يعد مكسباً وطنياً ومن هنا ترفع الجمعية صوتها منادية أن كل من لديه قدرة على العطاء العلمي والمادي والمعنوي أن يسهم في هذه الجمعية المباركة فهي منكم وبكم ولكم .

شاكرة كل من عمل ودعم هذه الجمعية وعلى رأسهم أخواتي أعضاء مجلس الإدارة والمستشارات والمتعاونات، راجية من الله الإعانة والسداد والتوفيق.

 

مؤسسة ورئيسة الجمعية العلمية السعودية للدراسات الإسلامية (الحسنى):

 أ.د/ رقية نصرالله نياز​​