قائمة الجامعة
تسجيل الدخول
الخدمات الإلكترونية
English
حجم الخط
ألوان خاصة
تسجيل الدخول
مقال


​​​16.jpg 

العملية التعليمية في كلية الصحة وعلوم التأهيل

الكاتب: د. هدى بنت إبراهيم المحمد.

عميدة كلية الصحة وعلوم التأهيل.


تعتبر العملية التعليمية ومنظومة التعليم كاملة من أبرز وأفضل الإنجازات التي تم تأسيسها وتطويرها في المملكة العربية السعودية على مر أعوام طويلة من العمل الجاد والدؤوب للانتهاء بها في أبهى صورها، وما نجده الآن من السهولة واليسر في تعديلها وتحويل مسارها مع الاحتفاظ بجوهرها الأصيل عند حدوث أي أمر طارئ يستدعى التحويل والتغيير في المسار حيث يتلقى المتعلمون كافة المادة العلمية بأكثر من طريقة غير تقليدية ويتضح ذلك بجلاء عندما ضربت موجة عارمة من فيروس كورونا فتسبب بكارثة عالمية توقفت فيه كل مقومات الحياة العادية ومنها العملية التعليمية، وكان هذا هو التحدي الأكبر لكل دول العالم بما فيها وطننا الغالي الذى اجتاز الأزمة بكل جوانبها بنجاح شهد له القاصي والداني، مما جعلنا جميعاً نفتخر بكوننا من أبناء هذا الوطن ولاسيما من منسوبات جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، المنظومة التعليمية التي ضربت أروع الأمثلة في التضحية بالوقت والجهد للمرور بطالباتنا بتوفيق الله وفضله من هذه الأزمة، التي تضررت منها دول عديدة اعتبرناها في مصاف الدول الأولى على مستوى العالم، ولا تعتبر جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن متمثلة بكلياتها جميعاً إلا ركنًا من هذه المنظومة الناجحة، حيث دعمت الجامعة العملية التعليمية عند تحويل مسارها من النمط التقليدي إلى نموذج التعليم عن بعد أو التعليم الإلكتروني بكافة الوسائل التعليمية، وعززت سبل التواصل بين أعضاء الهيئة التعليمية والطالبات امتد ذلك إلى دعم الطالبات بالوسائل التعليمية المتطورة دعمًا معنويًا وتقنيًا. لجائحة كورونا تجربة فريدة مع كلية الصحة وعلوم التأهيل بالجامعة. فالكلية بحراكها المستمر وتخصصاتها الدقيقة والمطلوبة لسوق العمل، كانت لها بصمة وتجربة في التعامل مع هذه الجائحة، فلا شك أن هذه المرحلة التي مرت ومازالت تمر بالعالم أجمع ،هي مرحلة ذات تداعيات عديدة تقع على جميع المستويات سواء كان صحيًا، أو تعليميًا، أو اقتصاديًا، أو مجتمعيًا.

وقد اختلفت مملكتنا الحبيبة عن جميع الدول حين أولت جل اهتمامها للمواطن والمقيم على حد سواء،  وأثبتت استعدادها وقوتها لمواجهة هذه الأزمة وكان للجانب التعليمي والتعليم عن بُعد نصيب الأسد، فتم التحول من التعليم التقليدي إلى التعليم عن بعد بسرعة فائقة دون أن يكون هناك هدر  في العملية التعليمية للطالب، وإكمالها بشكل فعال ومستمر شمل تقديم فصول افتراضية، وورشات عمل، وندوات، وعقد اجتماعات، والاختبارات الفصلية والنهائية بشكل سريع وسلس للطالبات، ولم تهمل الكلية الجانب النفسي سواء للأعضاء أو الطالبات فتم تقديم كثير من الندوات الافتراضية، التي تهدف إلى دعم الجانب النفسي للجميع للتأقلم مع هذه الجائحة. حيث أن أحد تخصصات الكلية هو علم النفس الإكلينيكي فكانت الندوات تُقدم من أهل الخبرة في هذا المجال. وعلماً بأن أهمية الوعي ونشر ثقافة التعامل مع هذه الأزمة ليس محصورًا في الجامعة بل  يمتد إلى المجتمع عامةً.  وكون الكلية تحتضن بكالوريوس التثقيف الصحي وبكالوريوس علم الوبائيات، فقد تم تقديم ورش عمل مجانية لجميع فئات المجتمع من أعضاء الكلية، كذلك كان لها مشاركات فعالة في عدة مجالات من ضمنها أبحاث عديدة  تطرقت للأزمة من جميع الجوانب سواء التعليمية أو الصحية أو المجتمعية.