الملتقى الثالث للجمعية العلمية السعودية للإرشاد النفسي
علم النفس الإيجابي سبيلنا لتحقيق الصحة النفسية
الرياض 21-22 صفر 1444 هـ الموافق 17-18 سبتمبر 2022م
مقدمة
يعد علم النفس الإيجابي positive psychology من الاتجاهات الحديثة في علم النفس؛ حيث يهتم بالجوانب الإيجابية للشخصية الإنسانية، والتركيز على جوانب القوة في مواجهة مواقف وضغوط الحياة، لتحقيق السعادة والهناء النفسي، فهو يركز على دراسة الانفعالات الإيجابية، والسمات الإيجابية، والمؤسسات الإيجابية.
تعود بدايات البحوث في علم النفس الإيجابي للبحوث المبكرة للعالم سيلجمان وزملائه Seligman التي ابتدأت بدراسة ظاهرة العجز المتعلم، وتجاوزتها إلى التناول البحثي الفعال لموضوعات القدرة والكفاءة والتفاؤل والسعادة، إلى أن قام سيلجمان بتأسيس علم النفس الإيجابي كفرع من فروع علم النفس عام 1998 أثناء توليه رئاسية الجمعية الأمريكية لعلم النفس.
يهتم علم النفس الإيجابي بدراسة وتحليل الخبرات الشخصية الذاتية المقدرة أو ذات القيمة أو جودة الوجود الذاتي الشخصي، والقناعة والرضا في الماضي، والأمل والتفاؤل في المستقبل، والتدفق والسعادة في الحاضر سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، فهو على المستوى الفردي يدرس ويحلل السمات الإيجابية في الفرد كالقدرة على الحب والعمل، والبسالة والجرأة، ومهارات العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، والتذوق الجمالي، والمثابرة، والتسامح، والأصالة، والانفتاح العقلي والتطلع للمستقبل والشغف الروحي والموهبة والحكمة، وعلى المستوى الجماعي فإنه يدرس الفضائل والمؤسسات المدنية التي تحرك الأفراد باتجاه المواطنة الصالحة والمسؤولية والتواد مع الآخرين والاهتمام بهم والإيثار والأدب والأخلاق وخلق العمل والتحمل Seligman & Csikszantmihalyi,2000)).
وعلم النفس الإيجابي بمفاهيمه الواسعة يسهم في تحقيق الصحة النفسية للأفراد والجماعات وهو الهدف الأسمى الذي يسعى علم النفس لتحقيقه، فلا يكاد يخلو تعريف من تعريفات الصحة النفسية قديما وحديثا من الإشارة إلى أن الصحة النفسية هي حالة الرفاهية أو الهناء أو التوافق أو التكيف أو السعادة.
فقد أشار التقرير الصادر من منظمة الصحة العالمية (2005) أن تعزيز الصحة النفسية يعد مجالا هاما من مجالات تعزيز الصحة، لدوره الكبير في الوقاية من الاضطرابات النفسية، ولمعالجة المصابين بالعلل النفسية وذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم. إن تعزيز الصحة النفسية مثل تعزيز الصحة، يتضمن مجموعة من السلوكيات لتبني نمط الحياة الصحية والمحافظة عليها، مما ينشىء ظروفا معيشية وبيئية داعمة للصحة.
وفي سبيل ذلك تبذل الدول المتقدمة الجهد والمال لتحقيق مستوى مرتفعا من الصحة النفسية لأفرادها إيمانا منها بدور الصحة النفسية في توفير فرص أكبر لأفراد المجتمع لتحقيق النمو والازدهار، كما تعمل الدول المتقدمة على دعم مشاريع الصحة النفسية والدعم النفسي في الدول النامية التي تعاني من الحروب والاضطرابات، وتخصص لذلك مبالغ هائلة مستهدفة المرأة والأطفال والشباب.
وفي وطننا الغالي المملكة العربية السعودية الذي يبذل الغالي والنفيس لتحقيق السعادة والهناء لمواطنيه، ولمن كل من يقطن على أرضه، لم تخلو الرؤية الحكيمة 2030 من الاهتمام بجودة الحياة وتحقيق السعادة والرفاهية، حيث تم تفعيل الرؤية في هذا المجال من خلال العديد من المبادرات والتي كان أحد نتاجاتها تصدر المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى عربيا والمرتبة 21 عالميا في مؤشر السعادة العالمي الصادر من هيئة الأمم المتحدة لعام 2021 والذي يقيس مؤشر السعادة في 150 دول حول العالم.
وفي هذا الملتقى تسعى الجمعية العلمية السعودية للإرشاد النفسي إلى تسليط الضوء على علم النفس الإيجابي ومفاهيمه الواسعة، وتطبيقاته المختلفة، والمبادرات والجهود الرامية إلى تحقيقه.
الأهداف:
- -التعرف على مفاهيم علم النفس الإيجابي: السعادة، الرضا عن الحياة، الهناء.......
- -إبراز العلاقة بين الصحة النفسية وعلم النفس الإيجابي، والدور الذي يقوم به علم النفس الإيجابي في تحقيق الصحة النفسية.
- -التعرف على الفنيات والبرامج المختلفة لتحقيق أهداف علم النفس الإيجابي.
- -تسليط الضوء الجهود والمبادرات الرامية لتحقيق أهداف علم النفس الإيجابي
المحاور:
- - واقع علم النفس الإيجابي: ويشمل دراسة مفاهيم علم النفس الإيجابي كالسعادة والرضا ومستوى الطموح والتفاؤل..........كالدراسات المسحية التي تركز على النسب والإحصاءات، أو الدراسات الارتباطية التي تركز على علاقة مفاهيم علم النفس الإيجابي بالمفاهيم الأخرى، أو الدراسات المقارنة بين فئات مختلفة.
- - الدور الذي تسهم به مفاهيم وتطبيقات علم النفس الإيجابي في تحقيق الصحة النفسية.
- -البرامج والفنيات المستخدمة في تنمية مفاهيم علم النفس الإيجابي.
- -التجارب والمبادرات الرائدة في تحقيق جودة الحياة والسعادة والرفاه.
الفئات المستهدفة:
- -المختصين بعلم النفس وعلم الاجتماع والصحة والإدارة.
- -أعضاء هيئة التدريس، والباحثين.
- -الطلبة.
- -فئات المجتمع المختلفة.
