نجاح العملية التعليمية عن بُعد معهد اللغة الإنجليزية أنموذجاً
الكاتب: أ. أشواق بنت عبدالله الجحلان.
وكيلة الشؤون التعليمية في معهد اللغة الإنجليزية.
في ظل جائحة كورونا "كوفيد ١٩". شهد العالم أجمع تحولاً مفاجئاً على جميع الأصعدة وقد نالت العملية التعليمية نصيباً وافراً من هذه التحولات. فمن دون مقدمات وجد القائمون على الشأن التعليمي أنفسهم أمام تحدي كبير لاستمرار المسار التعليمي دون التعرض لمخاطر العدوى بالفايروس، فكان خيار التعليم عن بُعد هو الخيار الأمثل الذي تحقق من خلاله الوصول إلى الأهداف المرجوة.
وبالرغم من الجوانب السلبية التي أفرزتها جائحة كورونا إلا أن هناك جوانب إيجابية برزت من خلال التطبيق العملي للتعلم عن بعد، حيث أظهرت الإمكانيات والقدرات المتوفرة في الكوادر البشرية، ووضعت البنية التحتية في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن تحت اختبار حقيقي نجحت فيه، وقد كان لتكاتف جميع القوى البشرية في الجامعة، والعمل بروح الفريق الواحد من أهم العوامل التي ساعدت على نجاح العملية التعليمية والعمل عن بُعد للوصول إلى الهدف المنشود، وهو استمرار العملية التعليمية بالطريقة المثلى بالرغم من تلك الظروف الاستثنائية.
ومعهد اللغة الإنجليزية في الجامعة. أحد النماذج التي ترجمت هذه النجاحات، فكانت تلك الفترة مميزة ومثمرة بالنسبة للمعهد، وقد سبق قرار التحول إلى العمل عن بُعد جهود دؤوبة لإدراج التعلم المدمج والاختبارات المحوسبة وفق خطة استراتيجية مرسومة مسبقًا، حيث أقيمت الورش التدريبية للأعضاء المعنيين بهذا الشأن مركزةً على استخدام المنصة التعليمية (بلاك بورد) والتعريف بكافة خصائصها. وقد استمر العمل على ذلك بعد الجائحة وأرسلت الإرشادات المصورة والمسجلة للطالبات وأعضاء الهيئة التعليمية لإتمام العملية التعليمية على أكمل وجه. وقد أُنشئت قنوات في وسائل التواصل الاجتماعي للطالبات وأعضاء الهيئة التعليمية للإجابة عن كافة الاستفسارات، كما صممت استبانات موجهة للكادر التعليمي والطالبات المستفيدات من العملية التعليمية؛ لاستطلاع الآراء المختلفة ولتحسين وتجويد خطوة التعليم عن بُعد. وفي مجال الاختبارات كانت التجربة متنوعة وثرية. وقد بينت لنا تلك التجربة ما يجب علينا اتباعه وتوفيره لتصبح الاختبارات المحوسبة صحيحة وفعالة.
وخير دليل على ثراء هذه التجربة نجاح اختبار تحديد المستوى للطالبات المستجدات الذي أقيم عن بُعد. حيث قُدم للطالبات عرض مصور مصاحب للتعليمات والخطوات اللازمة للدخول على الاختبار، كما فُتحت قنوات التواصل من خلال مركز اتصال موحد وبريد إلكتروني لتلقي الاستفسارات المباشرة خلال الاختبار. ولكون الاختبار يحدد المستوى اللغوي للطالبة، سخر المعهد التقنية الحديثة لمراقبة الاختبار إلى جانب المراقبة البشرية مما جعل نتائج الاختبارات صالحة وصحيحة.
وبيّنت لنا هذه الأزمة بأن التفكير السليم واستثمار الإمكانات المتوفرة جعل ما يعتقد أنه مستحيل التحقق ممكناً وميسوراً، وأن الصعب يمكن تذليله بالإرادة والعمل الدؤوب ورُب ضارةٍ نافعة.