​​

التعليم عن بُعد ومتطلبات التطوير

الكاتب: د. بثينة على نور الدين

أستاذ القانون الخاص المساعد​- كلية القانون

 تحتاج العملية التعليمة إلى عدد من المتطلبات لتحقيق نتائج التعلم المرجوة من البرنامج التعليمي، منها استخدام استراتيجيات تعليم فعالة، واختيار طرق تقييم مناسبة.  وقد فطنت المملكة العربية السعودية إلى أهمية التعليم الإلكتروني كنتيجة للتطور التكنولوجي الكبير لاسيما في قطاع التعليم، إلا أنه لم يتم مواكبة ذلك بتطور استراتيجيات التعليم وطرق التقييم بما يتناسب مع طبيعة "التعليم عن بُعد".

ومن خلال تجربتي الشخصية مع "التعليم عن بُعد" ووفقاً للتغذية الراجعة من بعض طالباتي وزميلاتي كانت تلك أهم التحديات التي واجهتنا خلال الفترة الماضية؛ فكلية نظرية ككليتي تعتمد بنسبة ليست بيسيرة على المحاضرات الصفية (حوالي 75%)، كان لزاماً عليها أن تقوم بتحديث تلك الاستراتيجيات وتنويعها بما يتناسب مع متطلبات التعليم الإلكتروني. فافتقار عضو الهيئة التعليمة إلى التواصل وجهاً لوجه مع الدارسين أدى إلى حاجته للبحث عن استراتيجيات جديدة تؤمن له التواصل الفعال مع الطالب، وتدعم مهارات الأخير للتحفيز الذاتي وإدارة الوقت، ومن بين هذه الاستراتيجيات استخدام المنصات الإلكترونية في إلقاء المحاضرات المتزامنة وتسجيلها، واستخدام مجموعات ومنتديات النقاش، واستخدام لوحات الأسئلة، واستخدام الأدوات الإلكترونية للمحافظة على حماس الطلاب وخلق بيئة تعلم تشاركية.

    وبخصوص طرق التقييم فالاعتماد على الاختبارات التحريرية (ما يزيد عن 40%)، أمر يتعذر تحقيقه بكفاءة من خلال "التعليم عن بُعد"، فمن الصعب منع الغش عبر الشبكة العنكبوتية، لذا اعتمدت على طرق تقييم إلكترونية أكثر موثوقية، مثل: إنشاء بنوك للأسئلة إلكترونياً، وعقد محادثات مباشرة لمناقشة التكاليف، واستخدام برامج متخصصة في تحديد نسب الاقتباس.

    لقد أتاحت لنا تجربة "التعليم عن بُعد" خلال أزمة كورونا فرصاً كبيرة لكسب المزيد من المهارات والخبرات وفنون التواصل الفعال غير التقليدي، وفرضت علينا لنتواكب معها ونستفيد من مميزاتها ضرورة التطوير في مجال التعليم والتعلم.

    خطونا خطوات نحو هذا التطور مكنتنا من عبور الفترة الماضية بنجاح ونتطلع للمزيد. وقد يكون أول ما نحتاجه خلال الفترة القادمة، وضع معايير للاعتماد وضمان الجودة في مجال التعليم الإلكتروني كخارطة طريق للمؤسسات التعليمة. ​