اهتمام كبير من الخبراء في المجال الامني والوعي الفكري والباحثين والاعلاميين من داخل المملكة وخارجها بالملتقى
اللواء منصور التركي : 128 جريمة ارهابية تعرضت لها المملكة منذ عام 1422هـ
د.صالح الرويلي: المملكة قامت على فكر اقتصادي قوي..وقريبا انطلاق صندوق الاستثمارات العامة السيادي
نظمت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ممثلة بكلية الخدمة الاجتماعية ملتقى توعوي بعنوان (دور الخدمة الاجتماعية والوعي الفكري) على شرف حرم سمو الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظه الله وبرعاية معالي مديرة الجامعة الدكتورة هدى العميل ويستمر لمدة ثلاثة ايام بقاعة المؤتمرات الكبرى في مقر الجامعة.
ويهدف الملتقى الى تعزيز الوعي الفكري والتوجهات المستقبلية لتعزيز الوعي الفكري لدى الشباب، التعريف بجهود المملكة في تعزيز وحماية الوعي الفكري لمواطنيها ومهددات الوعي الفكري وتحديد مستجدات الأبحاث العلمية لتعزيز الوعي الفكري لدى الشباب والشابات.
بدأ الملتقى بآيات من الذكر الحكيم بعد ذلك القت عميدة كلية الخدمة الاجتماعية الدكتورة جميلة بنت محمد اللعبون كلمتها بهذه المناسبة مرحبة بالمشاركات والحضور، وبينت اللعبون أن هذه المبادرة ماهي إلا انطلاقة لرؤية المملكة العربية السعودية 2030 وهي تؤمن بأن ثروتها الأولى لا يعادلها ثروة مهما بلغت في شعب طموح معظمه من الشباب فهو فخر بلادنا وضمان مستقبلها، مبينة دور الخدمة الاجتماعية كمهنة تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار والتقدم وتساهم في الكشف عن مهددات الأمن وتوعية المجتمع بهذه المهددات لمحاولة التخفيف منها على جميع أفراد المجتمع.
ومن جانبه أوضح اللواء منصور التركي المتحدث الأمني لوزارة الداخلية في كلمته التي ألقاها خلال الملتقى بأن المملكة تتعرض لاستهداف غير مسبوق بمخططات ارهابية تهدف الى الاخلال بالنظام العام، موضحا ان الاستهداف بدى جليا من خلال اكثر من (128) جريمة ارهابية تعرضت لها المملكة منذ عام 1422هـ ونتج عنها مقتل واصابة اكثر من (1147) مواطن ومقيم ورجل أمن، موضحا ان متابعة الجهات الأمنية المختصة للتهديدات الارهابية اسفرت عن تنفيذ اكثر من (109) مواجهات امنية مع العناصر الارهابية وأدت تلك الجهود بتوفيق الله إلى احباط اهداف المخططات لتنظيمات ارهابية وملاحقة المتورطين، منوها إلى اهمية دور المواطنين والمقيمين في مكافحة الفكر المتطرف ومحاربة تمويله ودور وزارة الداخلية في تعزيز قنوات التواصل معهم لاستقبال بلاغاتهم المشتبه بها لاتخاذ الاجراءات اللازمة بشأنها .
وأردف اللواء منصور قائلا ان الإدراك بأن مسؤولياتنا الاجتماعية هي المحافظة على وحدة المجتمع ومقدرات المواطن هي الاساس في المواجهة مع كل من يستهدف هذا البلد الآمن.
وقالت معالي مديرة جامعة الاميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة هدى العميل خلال حفل الافتتاح، ان الملتقى تدور محاوره وأنشطته حول التصدي لما تعيشه المجتمعات الاسلامية منذ حوالي ثلاثة قرون من ازمه فكريه ظهرت ملامحها بصور التطرّف والاقصاء والتنميط حتى وصلت الي التكفير والإرهاب، مؤكدة ان الملتقى يهدف إلى تسليط الضوء على دور الخدمة الاجتماعية وقدرتها على المساهمة في التعامل مع هذه الأزمة من خلال تأمين بيئة فكرية داعمه وآمنه لأفراد المجتمع خاصة وان قضية الامن الفكري باتت تشكل تحديا وطنيا وعالميا مع اتساع حجم الفكر المنحرف وتعدد اشكاله والذي اصبح يهدد أمن واستقرار ورفاهية معظم شعوب العالم.
وعبرت عن شكرها وتقديرها لسمو الاميرة ريما بنت سلطان حرم ولي العهد على رعايتها وتشريفها الملتقى مثمنة جهود فريق العمل والمتحدثين ومشاركة اللواء منصور التركي المتحدث الأمني لوزارة الداخلية.
وتناول الملتقى في اليوم الأول من خلال نخبة من المتحدثين والخبراء في المجال الأمني جهود المملكة العربية السعودية في تعزيز الوعي الفكري وذلك من خلال عدة أوراق منها ورقة عمل مقدمة من الدكتور اللواء ركن على الرويلي من جامعة الأمير نايف تناول فيها تاريخ المملكة العربية السعودية في الاهتمام بالأمن الاجتماعي والذي يتمثل في التنشئة والتعليم والصحة والتنمية الفكرية والثقافية، منوها بجهود برامج الرعاية الاجتماعية حفاظا على الأسرة السعودية، مشيرا الى تبنى السعودية منهج السلف الصالح وهي عقيدة وسطية شاملة للفكر الديني والاجتماعي، كما تحدث عن انجازات المملكة في تحقيق الأمن الفكري بإطلاق برنامج (الرعاية اللاحقة) حيث يُعنى بتقديم الخدمات الإنسانية والاجتماعية للموقوف واعادة دمجه في مجتمعه، موضحا ان الجهات المعنية تطلق بين الحين والآخر برامج اعلامية توعوية وتثقيفية توضح خطورة الانحراف الفكري على الأمن القومي .
وبين الدكتور الرويلي، أن الأفكار الاقتصادية أدت إلى انهيار دول فاعلة وعظمى كالاتحاد السوفيتي وبعض الدول الأوروبية في حين تعرضت الأنظمة الرأسمالية العالمية منذ عام 1970 إلى 2008 إلى 124 أزمة مالية، مؤكدا على أن الفكر الاقتصادي يلعب دوراً كبيراً في نجاح أو فشل الدول مما يجعل أمن الفكر الاقتصادي ضرورة ملحة للمحافظة على الدول وحمايتها من التهديد والتخريب وسط المتغيرات العالمية المتسارعة، واعتبر الرويلي ان الاقتصاد السعودي حقق نمواً تجاوز النمو العالمي واستقراراُ وثباتاً في وجه الأزمات الاقتصادية العالمية، والتي شهدت انهيارات مالية لشركات وبنوك كبرى نتيجة الفكر الاقتصادي الحكيم الذي ينتهجه قادة المملكة ما جعل اقتصادها اقتصاداً يمتاز بالقوة والمتانة والديناميكية، واضاف ان الاقتصاد السعودي يمتلك فكرا اقتصاديا عملاقا تشارك فيه مؤسسات حكومية هي المجلس الأعلى للاقتصاد والتنمية، ووزارة الاقتصاد والتخطيط، وزارة المالية، وزارة التجارة، والهيئة العامة للاستثمار ما وضع البلاد ضمن الدول العشرين في الاقتصاد، وكأكبر دولة تمتلك احتياط بترول وتمتلك رابع صندوق سيادي في العالم تبلغ قيمته 632.3 مليار دولار في حين بلغ متوسط دخل الفرد في 24530 دولار، معتبرا انها مؤشرات تعكس حقيقة التدابير والسياسات الاقتصادية في بلادنا.
وتناولت ورقة عمل الدكتورة الجازي الشبيكي دور الجامعات في توجيه تفكير الشباب وصقل شخصياتهم وتكوين توجهاتهم، منوهة إلى ان الجامعة هي الجهة المناط بها اعداد الأجيال لتحمل مسؤوليات المواطنة الصالحة بصفتها المحصلة الناضجة لمراحل التعليم المختلفة، مشيرة إلى ان على الجامعات اعادة النظر في أساليبها وأدواتها وإجراء التقييم ومن ثم التقويم المطلوب لتحقيق الهدف المنشود.
وطالبت الشبيكي بخط استراتيجية تضم وتوحد جهود المؤسسات التعليمية في المملكة في مواجهة والتصدي لمهددات الوعي الفكر مع أهمية التركيز على دور كلا من الاستاذ والمنهج والاعلام .
وبدوره استعرض الدكتور عبدالرحمن الهدلق ورقة عمل بعنوان دور عضو هيئة التدريس في تعزيز الوعي الفكري قال فيها ان دور عضو هيئة التدريس لا يقتصر على تعليم المهارات الأساسية وانما في تحصين الطلاب وحمايتهم من الانحرافات الفكرية، منوهًا إلى ان تعزيز المواطنة والوعي الفكري من اهم المسببات التي تساعد على تحقيق أمن واستقرار الوطن والركيزة الاساسية للمشاركة الايجابية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية .
كما تناولت ورقة العمل المقدمة من الدكتورة نجلاء المبارك عرض تجربة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في رفع الوعي الفكري لدى الطالبات ومنسوبات الجامعة، ومبادرة جامعة الأميرة نورة في إنشاء لجنة للأمن الفكري، موضحة ان الهدف هو تحقيق الحصانة الفكرية وترسيخ مبدأ الوسطية الإسلامية وحماية الأمن الوطني.
ولاقى المعرض المصاحب للملتقى نجاحا كبيرا في إبراز دور الخدمة الاجتماعية وتعزيز الوعي الفكري لدى الشباب وكان ابرز المشاركين في المعرض وزارة العمل والتنمية الاجتماعية (دار الحضانة الاجتماعية )، وزارة التعليم، بنك الرياض، بنك الأول الهولندي سابقاً ، وحدة التوعية الفكرية بجامعة الأميرة نورة، مركز ترابط للاستشارات الأسرية بجامعة الاميرة نورة بنت عبدالرحمن، مركز تدريب وتطوير القدرات النسائي بالمديرية العامة للسجون، لمركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية، مركز محمد بن نايف للمناصحة .