على شرف صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز
وبمشاركة نخبة من القيادات النسائية المتميزة في المجتمع السعودي
جامعة الأميرة نورة تنظم ندوة تمكين المرأة السعودية في المجالس البلدية بين الواقع والرؤية المستقبلية
على شرف صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز آل سعود نظمت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ممثلة بكلية الخدمة الاجتماعية اليوم الثلاثاء 30 /5 /1440هـ ندوة بعنوان "تمكين المرأة السعودية في المجالس البلدية بين الواقع والرؤية المستقبلية" بمشاركة نخبة من القيادات المتميزة في المجتمع السعودي وذلك بمسرح كلية الخدمة الاجتماعية بالجامعة .
وتهدف الندوة إلى التعرف على الرؤية الأكاديمية لتجربة رؤية الانتخابات البلدية في المملكة العربية السعودية، والتعرف على تجربة المرأة في الانتخابات البلدية بين دعم مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية.
افتتحت الندوة بعرض لفيلم وثائقي عن دور المرأة السعودية في المجتمع ودخولها عدة مجالات ومن ضمنها المجالس البلدية، كما يوضح دعم جامعة الأميرة نورة في توجهها لتحقيق رؤية 2030 في تعزيز مكانة المرأة المجتمعية والتي تسهم في بناء التنمية ومشاركتها في صنع القرار.
أعقب عرض الفيديو كلمة لسعادة مديرة جامعة الأميرة نورة الدكتورة هدى بنت عمر الوهيبي ذكرت فيها بأن تجربة المرأة السعودية في المجالس البلدية أحدث نقلة نوعية في مسيرة عمل المرأة، فهي تمارس عملها كمرشحة وناخبة مع أول مشاركة لها في عام 1437هـ وذلك بعد صدور الأمر الملكي الكريم عام 1432هـ، ومما يؤكد ثقة المجتمع في المرأة السعودية أنه مع أول تطبيق لهذا القرار تم انتخاب تسعة عشر سيدة في كافة مناطق المملكة بما في ذلك الضواحي والمدن الصغيرة، واليوم في هذا الملتقى تؤكد جامعة الأميرة نورة منارة المرأة للمعرفة والقيم ممثلة في كلية الخدمة الاجتماعية على دورها الفاعل في دعم صانع القرار السياسي برصد التجربة في كافة جوانبها وسبل تطويرها والارتقاء بها لتكون نموذجاً يحتذى به .
تلاها كلمة ألقتها عميدة كلية الخدمة الاجتماعية الدكتورة جميلة اللعبون أوضحت فيها بأن تمكين المرأة في المجالس البلدية وإشراكها في صنع القرار على هذا المستوى المهم هو دليل على وعي المرأة السعودية بدورها الذي يجب أن تقوم به لخدمة وطنها ودينها ، وينطلق هذا الدور من كون المرأة عنصر فاعل في المجتمع مثلها مثل الرجل في التعامل مع الخدمات البلدية الهادفة لتنمية الأحياء وترقية مستوى الرعاية لسكانها وهذا يتم من خلال المشاركة في اتخاذ القرارات الخاصة بهذه الخدمات في اتجاهات تحقق مصلحة الأهالي بالاستجابة لاحتياجاتهم المباشرة ومواجهة مشكلاتهم الفعلية ، مشيرة إلى أن تمكين المرأة في هذا المجال هو استثمار حقيقي لطاقات وقدرات نصف المجتمع مما يعني أن العائد الاجتماعي لجهودها المكملة لجهود الرجال سيكون محققا لآمال وطموحات القيادة الرشيدة التي تسعى لنقل المجتمع السعودي إلى مصاف المجتمعات المتقدمة .
يلي ذلك افتتحت الجلسة الحوارية الأولى تحت عنوان "واقع ومستقبل مشاركة المرأة السعودية في المجالس البلدية" بإدارة عضو مجلس الشورى الدكتورة لطيفة الشعلان وبمشاركة عضوتي مجلس الشورى الدكتورة عالية الدهلوي، والدكتورة نورة المساعد, إضافة إلى إحدى عضوات المجلس البلدي في الرياض الأستاذة هدى الجريسي ، حيث دار الحوار حول كيفية تقبل المجتمع لدخول المرأة في المجالس البلدية، وكيف أوصلت الأصوات الانتخابية عدداً من النساء إلى المجالس البلدية عام 2015حتى في المدن الطرفية, ونوقشت أوجه دعم مجلس الشورى لتمكين المرأة في المجالس البلدية كجزء من دعمه العام لتمكين المرأة ، وأثر المجالس البلدية عموماً، ومساهمة المرأة خصوصاً في تحسين مستوى الخدمات البلدية، كما تطرق الحوار إلى أبرز العوائق التي تواجهها العضوات بالمجالس البلدية سواء فيما يتعلق بإعطاء الصلاحيات أو بالثقافة التقليدية السائدة وأهم المقترحات لتحقيق التفعيل السليم لمشاركة المرأة فيها.
فيما بدأت الجلسة الثانية "رؤية أكاديمية لتجربة الانتخابات البلدية في المملكة العربية السعودية" بإدارة المستشارة بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية الدكتورة مها المنيف وشاركت فيها الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الاجتماعية الدكتورة شمسة المهيد بورقة عمل تحدثت عن تجربة (برنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP) في تقديم خدمات الرعاية الاجتماعية، وعن أهم البرامج التي قدمها مع وزارة البلدية والشؤون القروية ومنها مشروع (الدعم التقني للانتخابات البلدية) والذي يرتكز على "أهمية الانتخاب في إعطاء فرصة للمواطنين في صنع القرار من خلال اختيار ذوي الكفاءة والخبرة لإدارة الشؤون المحلية والخدمات البلدية، وبأنه الوسيلة الأمثل للاختيار والحكم التمثيلي, فهو جوهر عملية التحول الديمقراطي"، مشيرة إلى أن الهدف من هذا المشروع تقديم الدعم الفني والاستشاري للحكومة السعودية في إجراء انتخاباتها البلدية, ودعم المرحلة التي تلي الانتخابات.
ثم استعرضت الأستاذ المشارك بكلية الخدمة الاجتماعية الدكتورة أمل الفريخ ورقة عملها التي كانت بعنوان آراء القيادات النسائية في جامعة الأميرة نورة حول مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية وتحديد واقع مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية سواءً بالمال أو الوقت أو بالصوت الانتخابي من خلال تحديد خصائص المشاركات ودوافعهن، ومعوقات المشاركة كمحاولة للتوصل لمؤشرات تحد من معوقات المشاركة في الانتخابات البلدية .
وتحت عنوان "تجربة المرأة في الانتخابات البلدية بين دعم مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية" أدارت الصحفية عالية الشلهوب -الجلسة الثالثة من الندوة- والتي تطرقت فيها مديرة إدارة المشاريع التنموية بجمعية النهضة الأستاذة ابتسام الدوخي وبمشاركة مدير عام علاقة الشركاء بمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ومديرة إدارة العلاقات الاستراتيجية بجمعية النهضة سابقاً الأستاذة هبة الزامل؛ عن تجربة الجمعية في دعم مشاركة المرأة بالانتخابات البلدية حيث تبنت النهضة حملة تثقيفية توعوية لرفع نسبة المشاركة المجتمعية في انتخابات المجالس البلدية وذلك بعد السماح للمرأة وللمرة الأولى بأن يكون لها دور فاعل إما كمرشحة أو ناخبة وهذه خطوة من خطوات تمكين المرأة لتكون عنصر فاعل في مجتمعها.
وفي ذات الجلسة قدمت الأستاذ المساعد بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب الدكتورة منيرة المهاشير ورقة عمل بعنوان "أوجه الدعم والقصور في أدوار الإعلام التقليدي والجديد" ركزت فيها على الجوانب التشريعية النظامية وما قد يعتريها من جوانب القصور في تحقيق الرؤية الطموحة لمجتمع الغد الذي تساهم المرأة فيه بكل إمكاناتها وتعمل على خدمته كمساهم وشريك فاعل
معتبرةً مشاركة المرأة في المجالس البلدية قرارًا سياسيًا بامتياز من قبل الدولة، إلا أنه لم يتم تلقفه إعلامياً كخطوة سياسية وتحول مؤسسي ينبغي الاستناد عليهما في تحقيق المزيد من الاستحقاقات وتعزيز الوعي السياسي انطلاقًا من رمزية القرار.
من جانبها تحدثت الصحفية وعضو مجلس إدارة اتحاد الصحفيين السعوديين الأستاذة أسمهان الغامدي في ورقة عمل قدمتها حول "دور الإعلام الجديد تجاه مشاركة المرأة في المجالس البلدية-الإيجابيات والسلبيات" ، وقالت إن الإعلام الجديد وضع نجاحات المرأة ما بين إرادة سياسية داعمة وموروثات مجتمعية رافضة، وهو الأمر الذي يجب أن نركز عليه ونردم سلبياته في الإعلام الجديد، مشيرةً إلى أن الموروثات لم تعتد وجود المرأة في الشارع بحجابها وكامل حشمتها للوقوف على مسؤولياتها وأدائها كما ينبغي، بينما الإرادة السياسية مكنتها وساوتها بشقيقها الرجل وجعلت الكرة في مرماها ، وبالنظر للسيدات العاملات في المجالس البلدية نرى أن من تم تسليط الضوء عليها من قبل المجتمع نظير نجاحها في كسر مخاوف المجتمع وتجاوز الموروثات المجتمعية قليل جدا.
وقد أثمرت الندوة على عدد من التوصيات أهمها :
• التركيز على جميع مناطق المملكة العربية السعودية لمشاركة المرأة في المجالس البلدية بدون استثناء وخاصة في المناطق الغير رئيسية وذلك لتنمية المواطنة وتمكين المرأة في جميع أنحاء الوطن .
• تشجيع المواطنين على المشاركة في تقييم العمل البلدي ذكور وإناث من خلال الوسائل المخصصة لذلك، والاستفادة من التقنية الحديثة في تنويع وسائل التواصل مع المواطنين وزيادة فعاليتها يشكل نقلة نوعية جديدة من المواطنين القادرين على مجابهة التحديات.
• عمل دراسات من قبل متخصصين اكاديميين في المجال خاصة بالمعوقات التي تحد من مشاركة الانتخابات أو الترشح في المجالس البلدية مع الأخذ بالتوصيات .
• إنشاء مراكز للقيادات النسائية يهدف الى تهيئة القيادات النسائية في مختلف المجالات .
• أن يقوم الإعلام بدوره في متابعة انجازات المرأة في المجالس البلدية وتزويد المجتمع بعائد مشاركتها ، ونشر ثقافة المواطنة الفاعلة بما يخدم الوطن ويساهم في تنميته.
• أن تقوم الجهات المعنية بتنظيم دورات وورش عمل تساهم في تأهيل المرأة السعودية للمشاركة في المجالس البلدية ويستضاف فيها مدربين ذوي الخبرة في مجتمعات خاضت تجارب في هذا المجال.
• الشراكة مع المنظمات الدولية في تقديم خدمات الرعاية الاجتماعية في مجالاتها المختلفة لتحقيق خدمات التنمية التي تحتاجها البلاد.
• إطلاق وتبني وسائل مستحدثة كالمواقع الاجتماعية على الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وعمل نشرة متابعة الاحداث الانتخابية اليومية والاستفادة منها في نشر الوعي الانتخابي وتعديل مفاهيم الموازنة بين الخبرة والولاء الشخصي.
• تفعيل المادة (46) من اللائحة التنفيذية للمجالس البلدية الخاص بالاستعانة بالخبراء والتركيز على اختيار العنصر النسائي من الخبرات في القطاع الحكومي أو الخاص وخاصة في ظل الكوادر المؤهلة للاستفادة من خبراتهن .
• إسناد أدوار محددة للجامعات ونخص جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن من خلال اختيار مجموعة من الطالبات المميزات وكذلك الموظفات للمشاركة في كافة الأمور المتعلقة بالعملية الانتخابية بهدف اكتساب الخبرات والمهارات اللازمة ونقلها إلى غيرهم وتشجيع الجيل الجديد على خوض تجربة المشاركة في المجالس البلدية .
وتأتي هذه الندوة ضمن جهود جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وبرامجها الرامية لتعزيز مكانة المرأة المجتمعية والتي تسهم في بناء التنمية وفقاً لبرنامج التحول الوطني ورؤية المملكة 2030 .